ظل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على موقفه من تعليق عضوية الكويت وحرمانها من المشاركات الرياضية الدولية «لأنها حتى الآن لم تعدل قوانين تتعارض مع لوائحه».. وهذا الرفض جعل رئيس الفيفا جوزيف بلاتر وكذلك مسؤولين في الاتحاد يعتذرون عن عدم لقاء رئيس هيئة الشباب والرياضة الجديد فيصل الجزاف «فنحن منحناكم مهلة زمنية طويلة جدا»، ما جعل السفير ضرار الرزوقي الذي تولى التنسيق في هذا الشأن ينقل اعتذار الفيفا الى رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد اثناء إجازته الخاصة التي قضاها في سويسرا.
وأوضحت مصادر ل «الوطن» ان هذه الاتصالات «كانت سرية وتمت بايعاز من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بدر الدويلة، مشيرة الى ان «السفارة الكويتية في سويسرا ممثلة بقيادتها العليا تولت زمام هذه المحاولات».
وذكرت أن «الوزير الدويلة كلف رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة مديرها الجديد اللواء متقاعد فيصل الجزاف القيام بهذه المهمة الا ان المعلومات في شأن سفره الى زيورخ تضاربت، ففي الوقت الذي اكدت المصادر الدبلوماسية ان الجزاف غادر العاصمة اللبنانية بيروت فعلياً متوجهاً الى سويسرا خلال اجازة العيد ومكث في لوزان بانتظار الرد من الفيفا قبل ان يعود مجددا الى بيروت مستكملاً اجازته الخاصة، ونفت معلومات أخرى ان يكون الجزاف غادر العاصمة اللبنانية».
وفي كلا الحالتين.. فالمعلومات الأكيدة وفق المصادر تفيد بأن سفير الكويت لدى سويسرا ضرار الرزوقي تولى بنفسه الاتصال بالفيفا وقاد محاولات عقد اجتماع عاجل مع المسؤول الكويتي الجزاف إلا أن رد الفيفا كان قاطعا حيث تم إبلاغ السفير أن هذه المنظمة الدولية منحت الاتحاد الكويتي لكرة القدم مهلة زمنية طويلة جداً من أجل تعديل أوضاعه وإجراء انتخابات جديدة تتوافق مع قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي الذي تم اتخاذه في 27 مايو 2007 بشأن التركيبة الخماسية لمجلس إدارة الاتحاد الكويتي وهو القرار الذي يشكل تعارضا واضحا مع القانون رقم 5 لسنة 2007».
وتابعت المصادر: «أبلغ الفيفا السفير الرزوقي التعهدات التي تلقاها من الكويت من دون أن تطبق فعليا بدءاً من تعهد اللجنة الرباعية المشكلة من الأندية والتي تضم أحمد الفهد وخالد اليوسف ويوسف البيدان ومرزوق الغانم إضافة إلى أعضاء اللجنة الانتقالية عبدالحميد محمد ووائل سليمان وغسان النصف، في السادس من نوفمبر 2007 في شأن اعتماد لائحة النظام الأساسي المقرة من الفيفا والتي لم يتم تطبيقها فعليا حتى اليوم ووصولاً إلى تعهد الوزير الدويلة رسمياً خلال اجتماعه مع الرئيس بلاتر الصيف الماضي خلال أولمبياد بكين بإجراء تعديلات على القوانين المحلية تسمح لاتحاد الكرة إجراء انتخاباته وفقاً للائحة الفيفا قبل نهاية العام الجاري وهي الخطوة التي لم تحسم حتى اليوم».
وذكرت المصادر ان مسؤول الفيفا اكد خلال اتصال السفير الرزوقي «ان الاتحاد الدولي يبدي تعاونا كبيرا مع المؤسسات الحكومية والمسؤولين فيها ولذلك فإن الرئيس بلاتر التقى الوزير الدويلة الذي اكد خلال اجتماع الصين حرص الحكومة الكويتية واصرارها على اجراء تعديلات على القانون المحلي بدون ان تلوح في الافق أي بارقة امل في هذا الخصوص وهو اعلى سلطة حكومية مسؤولة عن الشأن الرياضي لذلك فمن غير المعقول ان يوافق الفيفا اليوم على استقبال أو مفاوضة مسؤول حكومي آخر اقل درجة من الوزير».
واشارت المصادر الى ان «السفير الرزوقي ابدى تفهما لوجهة نظر الاتحاد الدولي بخصوص الاعتذار عن عدم مقابلة المسؤول الحكومي والسفير ابلغ سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد عن فحوى الاعتذار اثناء وجوده في سويسرا في اجازة خاصة».
وعلى صعيد متصل بهذه القضية التي باتت حديث الشارع الكويتي، تبذل اللجنة الاولمبية الكويتية بقيادة رئيسها الشيخ احمد الفهد وبمعاونة فريق عمل متخصص بالاتصالات الدولية جهودا حثيثة مع القياديين في كل من اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على استثناء يسمح بمشاركة المنتخب الكويتي في بطولة كأس الخليج، وحسب المعلومات المتوافرة فإن «بصيصا من الامل يلوح في الافق.. ليخرق العتمة والظلام اللذين خيما على سماء كرة القدم الكويتية منذ الرابع والعشرين من اكتوبر الماضي عندما اقر المكتب التنفيذي للفيفا اعادة تعليق النشاط الكروي الكويتي، وستتضح الصورة النهائية في شأن مشاركة الازرق في عمان من عدمها الاسبوع الجاري».
في موضوع آخر، اعلن النائب سعدون حماد العتيبي انه سيستقيل من عضويته في لجنة الشباب والرياضة البرلمانية اذا «لم يتم تعديل القوانين الرياضية في مجلس الوزراء اثناء جلسته المقبلة»، مبينا ان «لجنة الشباب والرياضة في هذه الحالة لا معنى من وجودها، خصوصا انها لم تتحرك في هذا الموضوع المهم».
كتب صلاح حيدر (جريدة الوطن الكويتية)